السبت، 30 يناير 2016

تحفة زها حديد في باكو


مركز حيدر علييف الثقافي


يعتبر مركز حيدر علييف الثقافي في باكو، عاصمة أذربيجان، إحدى التحف الفنية التي أبدعت فيها المهندسة العراقية زها حديد، حيث وضعت في تصميم المركز كامل خبرتها وأبحاثها في مجال التصميم والعمارة، وهو نتاج ومحصلة أعمال كثيرة أخرى قامت بها زها حديد، وقد عمل المركز على تغيير أنماط ومفاهيم التصاميم العمرانية في أذربيجان، أسلوب مركز حيدر علييف الثقافي مختلف بشكل كامل عن باقي الأبنية المحيطة به والموجودة في المدينة، فهو يعطي صورة حضارية للدولة خاصة أنه يحمل اسم رئيس أذربيجان السابق حيدر علييف.


قالت زها حديد عن هذا المبنى:

 "هو آخر ما أنجزته، مما يجعله يختزل خبرة 30 سنة من الأبحاث كانت ثمرتها بناية مدنية ثقافية وملهمة في الوقت ذاته. بناية تتفاعل مع المدينة وتمنح الناس مكانا يتواصلون فيه. فالذين يتابعون أعمالي يعرفون أن خلق أماكن عامة يمكن للناس استعمالها بحرية، كما تسمح للمدينة بأن تنساب بطريقة سلسة وسهلة، مهم بالنسبة لي، لأنها تربط كل شيء ببعض. أومن أيضا بأنه علينا الاستثمار في هذه الأماكن العامة سواء كانت فضاءات أو بنايات، لأنها عنصر حيوي لحياة مدينية غنية. في مدينة باكو، مثلا، تنساب المساحة الخارجية حول نفسها لتحديد سلسلة من الأماكن العامة بالداخل، وبذلك تُدخل النسيج المديني للعاصمة إلى كل جزء أو ركن في المركز. يمكنك اعتبار البناية منظرا طبيعيا، أو على الأصح منظرا هندسيا يلامس الأرض ويتمدد منها من دون أن يقف أي شيء في وجهه. بالداخل مثلا هناك أماكن مترابطة من دون أي شي يعترضها، وهذه كانت الفكرة النظرية منذ البداية وجرى تنفيذها بنجاح".

وأضافة حديد قائلة: "هذا المشروع لم تبخل عليه باكو، عاصمة أذربيجان، بشيء؛ فالميزانية كانت مفتوحة، وهذا مهم، لأنها عندما لا تكون كذلك، يكون هناك تنازل أو حل وسط لا يكون في صالح العمل".

وأضافت "يتميز الفناء الخارجي لسطح المركز بارتفاعات وثنايات تسمح بوجود مساحات كبيرة لعقد المناسبات العامة داخله، واستقبال الزوار في جميع أنحاء المبنى واحتضانهم وتوجيهم"

أهم ميزات مركز حيدر علييف الثقافي:

يتميز مركز حيدر علييف ببصمات الفنانة زهاء حديد الشهيرة بتفاصيل المنحنيات والتموجات فلم تنسَ زها حديد أن تبرز عبر تصميمها انحناءات شبيهة إلى حد ما بأمواج البحر العالية، والتي تأتي بشكل متتالي لتعطي انسيابية مذهلة ابتداء من الساحة خارج البناء، وانتهاءً بسقف البناء الذي يلتقي مع أرضه في نقطة محددة. كل شيء في داخل المركز ينساب بخفة ونعومة سواء من حيث بياضه ومواده المتنوعة والمتجانسة مع بعض، أو من حيث الأشكال الرشيقة التي تنحني أو تتمدد لتوصلك إلى فضاء آخر يتلوى بدوره مؤديا بك إلى ركن آخر، تماما كما يتلوى راقص باليه أو ينحني أو يمد يده .


ويضم المركز قاعة للمؤتمرات وأخرى للمعارض ومتحفا، وجرى تصميم المركز للمساهمة في إعادة تطوير مدينة باكو. الموقع تبلغ مساحته الكلية حوالي 100 ألف متر مربع والمبنى بمساحة تقدر بـ57.000 متر مربع وارتفاعه الذي يصل إلى 80 مترا بعدد تسعة ادوار ويحوي على موقف ضخم للسيارات مكون من أربع طوابق، بالإضافة إلى إشرافه على مناطق طبيعية مميزة، يسندل على أحد جدرانه الخارجية شلال صناعي ليعطي نوعاً من البهجة للزائرين، هذا ويوجد بداخله مجموعة من المسابح ومركز للمؤتمرات ومكتبة كبيرة، تتداخل جميعها ضمن فضاء داخلي مفتوح النطاق ولا يعترض طريقها شيء.

وتم تصميم المبنى من أجل استغلاله في استضافة المعارض، الحفلات الغنائية والموسيقية وغيرها من النشاطات الثقافية أسفل طيات ألواح خرسانية مدعمة بألياف من الزجاج.



فاز تصميم مركز حيدر علييف بجائزة متحف لندن للتصميم لعام 2014.وتعد حديد أول امرأة تفوز بالجائزة الكبرى. وجرى اختيار التصميم الفائز من قبل لجنة من الخبراء من بين أكثر من 70 تصميما مرشحا في فئات العمارة والتصميمات الرقمية والأزياء والأثاث والجرافيك والبضائع والنقل . وذلك في حفل أقيم في فندق سانت مارتنز في العاصمة البريطانية لندن.


و قال رئيس لجنة التحكيم، إكاو إيشون، " كان تصميم جميل وملهم. لقد كان نموذجا لرؤية واضحة للعبقري المتفرد، ونعتقد أن التصميم كان عملا رائعا." وقالت حديد " نشعر ببالغ السعادة لفوزنا بجائزة التصميم لهذا العام."

فيديو عن المشروع






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق